لا يعتبر فيروس كورونا خطِر فقط لأنه مرض قاتل ولا يوجد له علاج حتى الآن، فخطورة الفيروس تكمن في كونه معدي و سريع الإنتشار الى حد أن يصاب به الممرضون والأطباء الذين يتعاملون مع المصابون به، حتى مع أخذ اشد الاحتياطات.
اليوم وبعد جائحة كورونا التي تقول الإحصاءات الأخيرة إن الصين الناجي الأول من هذا الطوفان، نرى تغيرا في نظرة الصين للتكنولوجيا، فها هي تستخدمها لمحاربة عدو آخر لم يكن بالحسبان، وقد تمثل هذا التغير في هذه التقنيات أكثر من غيرها.
استخدمت الصين كل ما تملك من خبرات تكنولوجية و وتقنية راكمتها على مدى عقود، ليأتي اليوم الذي يعجز فيه الإنسان وتنقذه آلة صنعها بيده.
لعبت الروبوتات دوراً كبيرا وبارزا جنباً الى جنب مع الوسائل والمعدات التقنية الأخرى، حيث تم استخدامها لإعداد وجبات الطعام في المستشفيات، ومضاعفة النوادل في المطاعم، ورش المطهرات والتنظيف، إلى بيع الأرز وتوزيع مطهرات اليد، حيث توجد الروبوتات في الخطوط الأمامية في كل مكان لمنع انتشار الفيروس التاجي.
وحتى لايصاب الأطباء والممرضون بعدوى الفيروس من المصابين به، تم استخدام الروبوتات في المستشفيات لإجراء التشخيص والتصوير الحراري.
و بحسب تقرير لوكالة رويترز، فإن روبوتا صغيرا يدعى ليتل بينت (Little Peanut) يوصل الطعام إلى الركاب الذين كانوا على متن رحلة جوية من سنغافورة إلى هانغتشو في الصين، ويجري عزلهم حاليا في أحد الفنادق.
الطائرات المسيرة أيضاً تم استخدامها في هذه المواجهة، لكن ليس للقصف، بل للمساعدة في بعض المناطق المتضررة بشدة، عن طريق نقل كل من المعدات الطبية وعينات المرضى، وهذا يوفر الوقت ويعزز سرعة التسليم ويمنع خطر تلوث العينات.
كما تطير الطائرات المسيرة مع أجهزة الاستجابة السريعة التي يمكنها مسح المارة في الشوارع لتسجيل المعلومات الصحية.
وهناك أيضا طائرات مسيرة زراعية ترش المطهرات في الريف، كما تستخدم الطائرات المسيرة، المزودة بميزة التعرف على الوجه، في بث التحذيرات للمواطنين الموجودين في العزل المنزلي لعدم الخروج من منازلهم.
تطبيقات الهواتف الذكية كان لها دوراً لافتاً أيضاً في هذه الأزمة، حيث استخدمت تطبيقات الهواتف الذكية للحفاظ على علامات تتبع حول حركات الأشخاص والتأكد مما إذا كانوا على اتصال مع شخص مصاب أم لا. وذكرت وكالات الأنباء أن شركة الاتصالات تشاينا موبايل أرسلت رسائل نصية إلى وكالات الإعلام الحكومية لإبلاغها عن الأشخاص المصابين.
وتضمنت الرسائل جميع التفاصيل حول تاريخ سفر الأشخاص، وجرى أيضًا تثبيت كاميرات سي سي تي في (CCTV) في معظم المواقع لضمان عدم خروج المعزولين.
لم تكتفي الصين في مواجهة كورونا بهذه الوسائل التكنولوجية المعدوده، حيث هناك الكثير والكثير من الوسائل التكنولوجية التي ساعدت في منع تحول الصين الى مستنقع للمرض، ولهذا فقد أثبتت التكنولوجيا أنها خط دفاع أول عن الإنسان في مواجهة العدو الخفي كما حدث مع الصين.
لذلك ربما تعتبر الصين الأقدر لبناء هذا العقد التكنولوجي للعالم بحكم خبرتها وامتلاكها هذه التكنولوجيا، خصوصا أنها وقبل هذه الأزمة كانت متهمة من قبل الولايات المتحدة بالتجسس على الدول من خلال تقنياتها في الجيل الخامس المقدمة من شركة هواوي، فهل تستغل الصين هذه الفرصة الذهبية؟ وهل يتعلم العالم من جائحة الكورونا كيف يستخدم التكنولوجيا لخدمة البشرية لا لتدميرها؟